1.
الآن هو الوقت المناسب للتحرك على جبهة
السلام في الشرق الأوسط
افتتاحية
مصدر النشر: الديلي ستار The Daily
Star، 9 تموز (يوليو) 2004
ترى افتتاحية الديلي ستار، الصحيفة اللبنانية المرموقة، أن الوقت الراهن ينطوي
على فرصة سانحة للفلسطينيين لتشجيع الأوروبيين والأتراك على تبني ديبلوماسية
تدفع الأمور بإتجاه جديد. ويرى المقال أن هذا التحرك ينسجم مع مصالح وموقع كل
من الأوروبيين والأتراك، في الوقت الراهن. وتنبه الافتتاحية إلى أن سنة 2005 هي
سنة تحويل حلم إقامة الدولة الفلسطينية إلى واقع حسب خريطة الطريق، وأن على
الفلسطينيين أن لا ينتظروا إنتهاء الانتخابات الأمريكية للقيام بتحركات
ديبلوماسية بهذا الاتجاه.
2. عليهم أن يتسلقوا نزولاً عن حائط الشرق الأوسط
بقلم: شيرا هيرتزوغ
مصدر النشر: غلوب اند ميل Globe and
Mail، 10 تموز (يوليو) 2004
ترى الصحفية شيرا هيرتزوغ في مقالها هذا أن "الوقت قد حان لإعادة النظر في
الحائط" التي تقيمه إسرائيل داخل أراضي الضفة الغربية. وتقتبس كلاماً للعالم
السياسي الإسرائيلي إيمانويل أدلر حين يتحدث عن الحائط " من مصلحة إسرائيل
الوطنية ألا تخلق وضعاً ظالماً جديداً سوف ينقله الفلسطينيون إلى أجيالهم
القادمة". وتدعو الصحفية طرفي النزاع إلى اغتنام فرصة قرار محكمة العدل الدولية
بشأن الحائط، فعلى الفلسطينيين أن يتخدوا خطوات جدية تجاه مسائل الأمن
والاصلاح، بينما على الإسرائيليين أن يحولوا مسار الحائط تمشياً مع تعليمات
المحكمة العليا. ويخلص المقال إلى أنه " حتى لو تم حبس الفلسطينيين في معسكرات
مغلقة فسوف يستمرون في المقاومة".
3. صمت مخيف في نزاع لم ينته
بقلم: جيرالد كسل وبيير كلوكلندر
مصدر النشر: انترناشونال هيرالد تريبيون International Herald Tribune، 1
تموز(يوليو) 2004
خيم صمت مخيف في طبيعته على النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. أم أن ذلك سراب خادع
حول الطبيعة الحقيقية لهذا النزاع؟ هكذا يتساءل جيرالد كسل وبيير كلوكليندر.
ولكنهما يدعوان إلى "ألا يسمح لأن يتحول الصمت السائد إلى غاية بحد ذاته". يجب
على المجتمع الدولي ألا يجلس دون حراك، بل أن يستمر بالدبلوماسية المعمقة خلف
الكواليس. أم بشأن خطة شارون للانسحاب من المستوطنات في غزة، فإن المقال يرى أن
هذه الخطة قد تفشل بسبب الفراغ الذي قد ينتج عن "الفجوة الزمنية الكبيرة ما بين
تبني الخطة من قبل الحكومة الإسرائيلية والتطبيق المقترح".
المقال الأول:
الآن هو الوقت المناسب للتحرك على جبهة السلام في
الشرق الأوسط
افتتاحية
الديلي ستار The Daily Star، 9 تموز (يوليو) 2004
"الآن" هو دائماً وقت مناسب للقيام بمبادرات إيجابية لتحريك عملية السلام في
الشرق الأوسط. إلا أن "الآن"، أي اليوم أو خلال الأسابيع القليلة المقبلة، هي
فترة خصبة أكثر من المعتاد بفرص إفراز نتائج إيجابية.
ما هو السبب في ذلك؟ السبب هو أن الاتحاد الأوروبي يأمل بالقيام بدور أكبر على
المستوى الإقليمي، وقد بدأ المبعوث الخاص للأمم المتحدة للشرق الأوسط، تيري رود
لارسن نشاطه الميداني فعلاً، ولأن تركيا تأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
وتتمتع بعلاقات تأثيرية جيدة مع إسرائيل في الوقت الذي تعتبر لاعباً ذكياً في
السياسة الإقليمية.
إذاً ماذا يعني ذلك؟ بشكل إجمالي، يعني ذلك وجود فرصة للفلسطينيين لتأطير
المصالح الإقليمية والتركية في كماشة دبلوماسية، أحد ذراعيها بروكسل (عاصمة
الإتحاد الأوروبي) بينما ذراعها الآخر أنقرة، لإيجاد واقع سياسي جديد. ولكن قبل
أن يحصل ذلك، يتوجب على الفلسطينيين، وخاصة المتشددين منهم، أن يكونوا على
استعداد لأن يضعوا جانباً خلافاتهم السياسية الموجهة، وأسلحتهم، على الأقل
مؤقتاً، للعمل باتجاه هدف مُشترك.
وهذا، بالتأكيد يسهل قوله ويصعب عمله. ولكن يجب بذل الجهد. يجب وضع الغطاء على
النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في عام 2005، السنة التي تم تحديدها مبدئياً
لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة حسب "خريطة الطريق" التي تشرف عليها اللجنة
الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم
المتحدة. وليس من الحكمة أن ينتظر الفلسطينيون إلى ما بعد الانتخابات الأميركية
في تشرين الثاني (نوفمبر) حتى يلقوا بثقلهم خلف تحركات لجعل دولتهم تتعدى مرحلة
الحلم.
باختصار، فإن الفلسطينيين يقدمون لأنفسهم، ولغالبية الإسرائيليين الذين يؤمنون
بالسلام، خدمة عظيمة إذا ما دفعوا بالجبهة السياسية إلى الأمام، الآن قبل
الانتخابات الأميركية، حتى تجد الإدارة الأميركية الجديدة شيئاً ما على الطاولة
مع نهاية السنة.
- النص الأصلي باللغة الإنجليزية وقد قامت خدمة Common
Ground الإخبارية بترجمته إلى العربية.
المقال الثاني:
عليهم أن يتسلقوا نزولاً عن حائط الشرق الأوسط
شيرا هيرتزوغ
غلوب اند ميل Globe and Mail، 10 تموز (يوليو) 2004
بغض النظر عن رد فعلهم السياسي فإن كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين لديهم
مشكلة بعد قرار محكمة العدل الدولية ضد الجدار الإسرائيلي المقام في الضفة
الغربية.
فإسرائيل لا تستطيع الاستمرار ببناءه كما هو مخطط لأنها واقعة بين القرار
الدولي الذي ترفضه، ومحكمتها العليا التي حكمت مؤخراً أن أجزاءً من الحائط
العدواني يجب تحويل مساره لتخفيف الأثر السلبي على الفلسطينيين. ورغم أن
الفلسطينيين قد يأخذون دفعة نتيجة لرد الفعل الدولي على قرار محكمة العدل
الدولية إلا أنهم سيكسبون القليل على المدى البعيد ما لم يتحملوا مسؤوليتهم
تجاه الإرهاب الذي أدى أصلاً إلى وجود الجدار. ومن المفارقات رغم ذلك أن القرار
القاسي قد يوفر للطرفين فرصة للعودة خطوة إلى الوراء والتعامل مع الجمود السائد
بأسلوب أكثر منطقية.
وتعكس ردود الفعل الإسرائيلية والفلسطينية على قرار المحكمة مواقف تاريخية
متباينة حول وضع المناطق التي احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967.
فالفلسطينيون يرون أن كل عمل إسرائيلي داخل ما يسمونه المناطق الفلسطينية
المحتلة على أنه غير قانوني. لذا فإن التحرك من طرف واحد، مثل بناء المستعمرات
والمواقع الاستيطانية المتقدمة والحائط، يعتبر خرقاً للقانون الدولي ويجب
معارضته. وترى إسرائيل أن من حقها حماية مواطنيها وأن هذا الأمر يبرر الإجراءات
الأمنية مثل إقامة الحائط، خاصة وأن وضع المناطق التي احتلتها في حرب عام 1967
ما زال معلقاً دون حل. (في غياب معاهدات سلام، فإن خطوط الهدنة لعام 1949 في
الضفة الغربية وغزة لم تعلن أبداً على أنها حدود رسمية).
هذان الموقفان يخلو كلاهما من الذكاء. فالفلسطينيون يعارضون الحائط بينما
يناسبهم أن يتجاهلوا أسبابه الحقيقية. فتحت قيادة ياسر عرفات الكارثية، لم تكن
لديهم الإرادة للقيام بأي عمل له معنى لتحدي آرييل شارون رئيس الوزراء. فحتى
الأسبوع الماضي، عندما حث رؤساء المجموعة الرباعية [التي تشرف على خريطة
الطريق] (الولايات المتحدة، الأمم المتحدة، روسيا والاتحاد الأوروبي) رئيس
الوزراء الفلسطيني أحمد قريع على التصرف بسرعة فيما يتعلق بالأمن والإصلاحات
السياسية، رد بانتقادهم لبحثهم أي أمر فيما عدا الحائط. في نهاية المطاف، فإن
غياب الفعل الفلسطيني يتحدث بصوت أعلى من خطبهم في المحافل الدولية.
كما أخطأ السيد شارون أيضاً. ففي السنة الماضية، وأثناء سعيه وراء التوفيق بين
رغبة الشعب في إقامة الحائط ورغبته هو في الاحتفاظ بأجزاء كبيرة من الضفة
الغربية، قام برسم مسار للحائط حافل بالمشاكل ومصيره الفشل. فبدلاً من الفصل
بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشكل واضح (كما كان هدف مصممي الحائط في الأصل)
فإن الخط الهجين يفرق بين الإسرائيليين والإسرائيليين، وما بين الفلسطينيين
والفلسطينيين.
وقد أغضب السيد شارون أنصاره على اليمين بتركه آلاف المستوطنين خارج الحائط.
ومما يشكل خطورة أكبر أنه شل حياة ما يقرب على 400,000 فلسطيني (من أصل ما يقرب
مليونين) بسبب انتهاء المطاف بهم على الطرف الإسرائيلي من الحائط، مما يفصلهم
عن أراضيهم الزراعية أو يحبسهم فعلياً بين الحائطين الأولي والثانوي.
وقد كان من الخطأ الافتراض بأن حائطاً يخترق صميم أنماط الحياة الفلسطينية
يستطيع ضمان الأمن في غياب اتفاقية متفاوض عليها. لقد انخفض عدد حالات التسلل،
للقيام بعمليات إرهابية، بشكل كبير منذ بدء إنشاء الحائط ولكن غياب أفق سياسي
سوف يؤدي في النهاية إلى المزيد من الهجمات القاتلة الأكثر ذكاءً والتي يمكنها
العبور فوق الحائط أو تحته. فحتى لو تم حبس الفلسطينيين في معسكرات مغلقة فسوف
يستمرون في المقاومة.
ماذا يأتي بعد ذلك؟ من المفارقات أن قراري المحكمة الإسرائيلية العليا ومحكمة
العدل الدولية، إذا أخذا معاً، قد يوفرا فرصة لكلا طرفي النزاع للتسلق ولو خطوة
واحدة نزولاً من أعلى. الحكومة الإسرائيلية بدأت بتحويل مسار الحائط فعلياً
تمشياً مع توجيهات المحكمة العليا. ومن المرجح أن يشبه الوضع، في المحصلة
النهائية، الترتيبات الجغرافية التي اقترحها الرئيس الأميركي السابق بيل
كلينتون في كانون الأول ( ديسمبر) 2001.
وبدورهم، يستطيع الفلسطينيون، بدلاً من استثمار طاقاتهم في مقاومة الحائط، أن
يفكروا بوقف إطلاق النار والسعي وراء الأمن والإصلاحات، والتي تجعل من السهل
على إسرائيل تعديل خط الحائط. ولكن ولسوء الحظ، هذه الأفكار ليس لها سوى فرصة
ضئيلة طالما أن السيد شارون يعارض المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وطالما بقي
الرئيس عرفات مصراً على قيادة قوى الأمن الفلسطينية.
وبغض النظر، فإن إسرائيل لا تستطيع تجاهل قرار محكمة العدل الدولية، وبغض النظر
عن الدعم الأميركي فإن العلاقات الدولية التي تحتاجها وترغبها سوى تعاني نتيجة
لتطورات هذا الأسبوع. ولكن الأهم من ذلك هو أن على الإسرائيليين أن يأخذوا بعين
الاعتبار التداعيات الأبعد مدى للحائط والتي تخلق حافزاً مستمراً للهجمات
الفلسطينية. ويصف العالم السياسي الإسرائيلي إيمانويل أدلر الوضع بصراحة قائلاً
"من مصلحة إسرائيل الوطنية ألا تخلق وضعاً ظالماً جديداً سوف ينقله الفلسطينيون
إلى أجيالهم القادمة". لقد حان الوقت لإعادة النظر في الحائط.
- النص الأصلي باللغة الإنجليزية وقد قامت خدمة Common
Ground الإخبارية بترجمته إلى العربية.
المقال الثالث:
صمت مخيف في نزاع لم ينته
جيرالد كسل وبيير كلوكلندر
انترناشونال هيرالد تريبيون International Herald
Tribune، 1 تموز(يوليو) 2004
خيم صمت مخيف في طبيعته على النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. أم أن ذلك سراب
خادع حول الطبيعة الحقيقية لهذا النزاع؟
أي راكب في حافلة إسرائيلية هذه الأيام، من القدس إلى تل أبيب على سبيل المثال،
يصدم بالشعور بأن الوضع طبيعي.
قبل مدة قصيرة، وفي كل ساعة، بل كل نصف ساعة، يصر الركاب على سائق الحافلة
بتشغيل المذياع لكي يستمعوا إلى عناوين الأخبار. الإسرائيليون مصابون بهاجس أن
لا تغيب عنهم أي ثانية من أخبار آخر هجوم، وأحدث أزمة سياسية، وآخر مقترح لحل
النزاع.
وهذه الأيام، تختلط أحاديث مستمرة على الهواتف الخلوية مع موسيقى شرقية تنبعث
من المذياع وتحوم دون توقف حول الركاب. لا أحد يشعر بالحاجة لسماع الأخبار.
أما التقارير التي تسيطر على نشرات الأخبار التلفزيونية المسائية فهي كما يلي:
الموت غرقاً نتيجة لإضراب طويل يقوم به رجال الإنقاذ على شواطئ البحر الأبيض
المتوسط، موت طفل عمره عشرة أعوام اجتاحته حافلة على ممر للمشاة، طفل عمره أربع
سنوات يعضه كلب العائلة.
ومما يدعو إلى الخوف أكثر أن مدينة رام الله في الضفة الغربية تبدو أكثر فأكثر
كمدينة يتلاشى اهتمامها مع مرور الزمن بأن تكون رام الله مدينة الانتفاضة.
فحديث الشارع في ساحة المنارة برام الله يتركز حول الحائط الإسمنتي الذي يرتفع
خمسة وعشرين قدماً، والذي تعمل إسرائيل على بنائه على مقربة لفصل المدينة كلياً
عن القدس.
ولكن ضعف موقفهم ترك الفلسطينيين المحبطين يركزون على كيفية التكيف مع الحياة
خلف الجدار، كيف يجعلون حياتهم قابلة للحياة وليست فقط قضية بقاء.
لنأخذ مثلاً مخزن بيع فساتين العرس القريب من ساحة المنارة، حيث انخفض مستوى
المبيعات كثيراً عن أيام ما قبل الانتفاضة، وحيث لا يستطيع صاحب البوتيك توفير
فساتين معدة يدوياً لكل عروس لأن مشغل الخياطة الموجود في قرية خارج رام الله
أضحى اليوم على الطرف الآخر من الجدار الإسرائيلي. المكان يمتلئ اليوم
بالزبائن، ويقول صاحبه إنه تجنباً لمشاكل الإغلاق فقد أصبح يستورد فساتين
الحفلات الفاخرة من الصين. "كلفتها أقل أيضاً" يهمس في أذني.
ومنذ آذار (مارس) لم يتمكن أي انتحاري من العبور لإيقاع الرعب في أية مدينة
إسرائيلية. وباستثناء ساحة المعركة التي جرت الشهر الماضي على الحدود بين غزة
ومصر، لم تشن إسرائيل أي هجوم عسكري رئيسي في الضفة الغربية.
ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن العشرات من حواجزه سيئة السمعة تتم إزالتها لتسهيل
عملية تنقل الفلسطينيين بين مناطق الضفة الغربية الصغيرة المغلقة.
ورغم ذلك لا يستطيع المرء تجنب السؤال الرهيب عما إذا كان الخطر ينتظر متربصاً
تحت سطح المنطقة الخالية من العنف. فالفراغ، بغض النظر عن نوعه سواء أكان عسكري
أم سياسي، كان عند العديد من مراحل هذا النزاع سبباً في اندلاع العنف. ويمكن
لخطة شارون لفك الارتباط الإسرائيلي بغزة، إذا ما تم ذلك، أن تؤدي إلى ملئ
الفراغ على أساس بعيد الأمد.
ولكنها رغم ذلك، ومما يدعو إلى السخرية، خطة قد تفشل بسبب هذا الفراغ، بسبب
الفجوة الزمنية الكبيرة ما بين تبني الخطة من قبل الحكومة الإسرائيلية والتطبيق
المقترح.
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي على تنفيذ الخطة، ولكن إسرائيل لن تبدأ بتحريك
المستوطنين والجيش خارج القطاع قبل آذار (مارس) المقبل، مما يعطي وقتاً كافياً
للذين يرغبون بتخريب الخطة للقيام بمحاولة جدية في ذلك الاتجاه.
فمن ناحية، يساعد الهدوء النسبي على تحقيق خاتمة مشرفة – ليس فقط لأن كل لحظة
من الهدوء الحقيقي هي تراجع عن الموت والفوضى العارمة. فصفحة أولى "طبيعية" في
الصحف الإسرائيلية خالية من عناوين رئيسية تمتلئ بصرخات احتجاج المستوطنين أو
أخبار عن هجمات فلسطينية تخلق جواً قد يساعد على تمهيد الطريق لتنفيذ انسحاب
حقيقي من غزة.
ومن ناحية أخرى فإن الانحسار الظاهر للتوتر قد يكون قاتلاً إذا ما أدى بقادة
العالم إلى قبول الهدوء واعتباره فرصة بحد ذاته أو كأساس لخطة سلام كتلك التي
أثبتت أنها وهمية. ففي المحاولات المختلفة التي تمت لإخراج الأطراف المتحاربة
من "دائرة العنف" الواقعة فيها – خطط زيني وميتشل وتينت – كان الشرط وقف قصير
لإطلاق النار، "سبعة أيام خالية من العنف". لم تؤد هذه الخطط إلى نتيجة.
يجب ألا يسمح للهدوء السائد أن يصبح هدفاً بحد ذاته. يجب ألا يجلس المجتمع
الدولي ساكناً دون حراك، بل عليه أن يواصل الدبلوماسية المكثفة خلف الكواليس
لإلزام شارون بوعوده.
هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان أن الذين يسيرون على طريق فك الارتباط عن غزة
(ومن ثم عن الضفة الغربية) لا ينامون في منتصف الطريق.
لا يستطيع العالم تحمل الذهاب إلى إجازة صيفية، وترك الإسرائيليين يعتقدون أن
عطلتهم يمكنها أن تدوم حتى لو لم يضعوا حداً للاحتلال. إن مواصلة الضغط باتجاه
فك الارتباط يتطلب ارتباطاً متواصلاً ثابتاً من قبل المجتمع الدولي، وخاصة
أمريكا.
- جيرالد كسل وبيير كلوكندلر صحفيان يقيمان في
القدس، ويقومان بإنتاج أفلام وثائقية.
- النص الأصلي باللغة الإنجليزية
وقد قامت خدمة Common Ground
الإخبارية بترجمته إلى العربية. |