Jüdisches Leben in EuropaMit der Hilfe des Himmels

Promises - endlich auf Video!


 

 
 

What did you do today, to promote peace?

1.  ? الاعتدال الفلسطيني في ثلاثين عاماً

بقلم:  توفيق أبو بكر

مصدر النشر:  مركز جنين للدراسات الاستراتيجية،  26 تموز (يوليو) 2004

 

يستعرض توفيق أبو بكر، المحلل السياسي الفلسطيني، مسيرة الاعتدال السياسي الفلسطيني في الثلاثين سنة الماضية، متوقفاً عند منعطفات سياسية هامة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية. ويرى الكاتب بأن التجربة الفلسطينية تثبت بأن "التطرف لا يعدو أن يكون تهريجاً، وأنه بلا أساسات ثابتة، تختلط فيه العواطف، بالحسابات التاريخية والثأرية"، ويتسأل "هل مازالت هناك إمكانية... كي نعيد الاعتبار للاعتدال الفلسطيني في ذكرى انطلاقته الثلاثين".

 

2الاطفال الأسرائيليون والفلسطينيون يمارسون حل النزاع من خلال فنون الدفاع عن النفس

بقلم: دافنا بيرمان

مصدر النشر: هااَرتز Ha’aretz، 23 تموز (يوليو) 2004

 

في برنامج هو الأول من نوعه، يتعلم الشباب الإسرائيليون والفلسطينيون مبادئ حل النزاع من خلال التدرب على فنون الدفاع عن النفس. " فنون الدفاع عن النفس هي إيجاد تناغم داخلي ، وهذه هي الخطوة الأولى نحو إيجاد تناغم مع الشخص الاخر"  يقول داني حكيم، مؤسس منظمة بودو للسلام.

 

3 الحوار مع البرغوثي

بقلم: زئيف شيف

مصدر النشر:  هااَرتز Ha’aretz، 16  تموز (يوليو) 2004

 

يرى زئيف شيف، محرر شؤون الدفاع  في صحيفة هاآرتز، ضرورة أن تجري إسرائيل حواراً مع  القائد الفتحاوي مروان البرغوثي، ويشبه هذه المفاوضات بـ "أمثلة لمفاوضات ناجحة عقدت بين حكومات وقادة في المعتقل، أمثال نيلسون مانديلا زعيم السود في جنوب إفريقيا، وجومو كينياتا زعيم المتمردين في كينيا". ويعتقد الكاتب بأن " مروان البرغوثي يتمتع بشعبية، وهو قادر على إنشاء تحالف قيادي قوي حوله".


 

 

المقال الأول:
الاعتدال الفلسطيني في ثلاثين عاماً

بقلم:  توفيق أبو بكر

مصدر النشر:  مركز جنين للدراسات الاستراتيجية،  26 تموز (يوليو) 2004

 

في عام 1974، وقبل ثلاثين عاماً بالتمام والكمال، قررت منظمة التحرير الفلسطينية في مجلسها الوطني الثاني عشر الذي انعقد في مبنى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، إحداث أكبر انعطاف في التاريخ الفلسطيني المعاصر بالموافقة، لأول مرة، على إقامة سلطة وطنية فوق أية أرض فلسطينية يتم تحريرها أو انسحاب الإسرائيليين منها.

 

كان ياسر عرفات وراء إضافة تعبير:" انسحاب الإسرائيليين منها" وكان رجل الاعتدال الأول في ذلك الزمان. قبرنا في ذلك المجلس: الشعار الكريه الذي كانت قد سارت عليه القيادات الفلسطينية السابقة: شعار كل شيء أو لا شيء، مما كان له ترجمة وحيدة فوق أرض الواقع:" لا شيء"، وأحدثنا منذ ذلك التاريخ، عملياً وموضوعياً، التعديل الواقعي في الميثاق الوطني الفلسطيني الذي كان ينص على التحرير الكامل من النهر إلى البحر (المواد 15،16،17،18)، وعلى رحيل اليهود عن فلسطين، باستثناء أولئك الذين جاءوا لبلادنا قبل بدء الغزو الصهيوني (المادة 6)، وهو تعديل انتظر ربع قرن ليتحول في مجلسنا الوطني في غزة إلى تعديل قانوني.

 

الكثيرين شّبهوا مجلسنا الوطني الثاني عشر، بالمؤتمر الصهيوني الذي أقر دولة فوق جزء من أرض ميعادهم المزعوم أواخر الثلاثينيات ومطالع الأربعينيات. في مجلسنا تم إقرار أساس سياسي لبرنامج واقعي. وفي مجلسهم، أقروا إقامة دولتهم فوق أي جزء مما يزعمون أنه أرض الميعاد. لم يمر قرارنا بسهولة، فقد سبق توافد أعضاء المجلس على القاهرة، حوارات صاخبة في بيروت عاصمة ثورة المنافي في ذلك الزمان، وكنا نعيش أجواء ما بعد حرب أكتوبر 1973، وإمكانية استعادة جزء من الأرض المحتلة، ومع ذلك فقد انهالت الاتهامات بالتفريط والاستسلام والانبطاح، تماماً كما اتهموا بن غوريون بنفس التعبيرات بالضبط، ولكن بلغات أخرى.

 

كانت القرارات: قراراتنا فضفاضة لإحراز الإجماع، وأسميناها: البرنامج المرحلي من أجل تمريرها، بأقل قدر من الخسائر، لتصبح برنامج منظمة التحرير، النهائي، خلال سنوات فقط. المفارقة التي لا بد أن يعرفها القراء، أن الجميع، باستثناء بضعة أعضاء، قد صوتوا ضد ذلك التوجه (الأرشيف شاهد حيّ)، ولكن ما إن عادوا لبيروت: عاصمة الثورة في ذلك الزمان، حتى أعلنوا الانشقاق وميلاد جبهة الرفض، وكان ما كان، من احتضان عربي من بعض دول الجوار لذلك الانشقاق الأكبر في مسيرة منظمة التحرير الفلسطينية. لقد واصل الاعتدال الفلسطيني طريقه، بعد أن مرت تلك الانعطافة الكبرى، في حزيران 1974، بأقل قدر من الخسائر، وصعدنا نحو قمم أخرى من الاعتدال. أقررنا في المجلس الوطني الذي جاء بعده: في مارس 1977 وفي نفس المكان فتح باب الحوار مع القوى اليهودية، داخل وخارج إسرائيل، ممن يُعادون الصهيونية فكراً وممارسة.

 

 هكذا جاء نص القرار. كنتُ مشاركاً في ذلك اللقاء، وأود أن أنقل حادثة واحدة، تؤكد أن التطرف لا يعدو أن يكون تهريجاً، وأنه بلا أساسات ثابتة، تختلط فيه العواطف، بالحسابات التاريخية والثأرية. في ذلك الزمان، صرخ الكثيرون في القاعة يقولون: يا أبا عمار، سمعنا عن اتصالات مع اليهود ومع الإسرائيليين، وكان ذلك كفراً وزندقة بمقاييس ذلك الزمان، وأمام الصرخات الحادة، قال لهم أبو عمار: لا علاقة لي بهذه الاتصالات، سيتحدث لكم أبو مازن في جلسة المساء عن ذلك. وفي المساء تحدث أبو مازن، عن هذه الاتصالات، خاطب عقولهم وقدم لهم الحقائق، وساد صمت رهيب قاعة الأمانة العامة، طوال حديثه الذي لم يكن قصيراً ، ولم يقاطعه أحد، وردّ عليه باقتضاب صديقنا سامي العطاري (من الصاعقة)، جرى التصويت وإذا بالأغلبية الساحقة التي كانت تصرخ منّددة بالاتصالات، تصوت معها، وانطلق برنامج الاعتدال ليحدث في كل مجلس وطني، بناء لبنة جديدة ومدماك جديد في طريق الواقعية والعقلانية، انتقلنا من الحوار مع القوى الإسرائيلية المعادية للصهيونية فكراً وممارسة، إلى قرار يجيز الحديث مع أية قوى في إسرائيل تؤمن بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة.

 

وفي نوفمبر 1988، في مجلس "الجزائر" ضغطت قيادة الانتفاضة الأولى، التي كانت انتفاضة حَقّاً وحقيقة، لنعترف بقرار مجلس الأمن 242، ونعلن ميثاق الاستقلال. تلك الانتفاضة دفعت بكهول منظمة التحرير للاعتراف بالحقائق الجديدة، التي صنعها شباب الانتفاضة الأولى، ولا يريدون لإنجازاتهم أن تتبّدد أمام مزايدات وبرامج خيالية، كما يحدث اليوم مع الأسف الشديد. ثم جاءت مدريد (1991) وقبلت القيادة المعتدلة في المنظمة، المشاركة في المؤتمر، دون تمثيل مباشر لمنظمة التحرير، وتلك قمة الإحساس بالمسؤولية، وقمة الاعتدال، وقمة الرغبة في قطف الثمار اليانعة.

 

وسار التاريخ الفلسطيني أشواطاً للأمام، حتى إذا أصبحت الدولة في قبضة اليد، آرتددنا وفشلنا في اغتنام الفرصة. منذ تلك اللحظة قلت وكتبتُ إنّ مسيرة الاعتدال انتهت نهاية حزينة.

 

قلت في أكثر من مناسبة، في مؤتمرات على الأرض، وفضائيات فوقها، إنّ ما حدث في الفترة الأخيرة، يصعب تصديقه، وسيشكل التنقيب في أحشائه لمؤرخي الجيل القادم، متاعب بلا حدود. من كان يصدق أن المنظمة ورمزها الأول ياسر عرفات، والتي قد قاتلت العالم كله من أجل الحفاظ على برنامجها وقاتلت الكثير من العرب، من أجل ذلك، وخاضت معارك بعضها زائد، وبعضها مبالغ فيه، تقوم في آخر النهار، بتسليم البرنامج (منذ مطالع عام 2001)، للقوى المعادية حتى النخاع لهذا البرنامج: برنامج منظمة التحرير وبرنامج السلام والتعايش. قال لي أحد قادة "البرنامج الآخر: البرنامج الخيالي". في حوار مسّجل وموجود ومنشور فيما بعد، إن أهم إنجازات الانتفاضة أن المنظمة لم تعد الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وقد أرسلت "الشريط" لمن يلزم من قادتنا الذين كانوا يقاتلون الهواء إذا تحرك ضد التيار : تيارنا وبرنامجنا، ومع ذلك لم يحركوا ساكناً.

 

أصبحت أؤمن أن الفرد القائد له أهمية حاسمة بأكثر مما كنا ننظّر نحن الماركسيين. لو لم يكن بن غوريون قائداً للحركة الصهيونية لما قامت دولة إسرائيل، أو لتأخر قيامها وربما ضاعت عليهم الفرصة. قرر إعلان الدولة رغم معارضة الكثيرين في حزب "الماباي" وفي الهستدروت. من أجل وبسبب هذه الأهمية الحاسمة للقائد والقيادة، فإنّ الشعوب تختار قياداتها كل أربع أو خمس سنوات، لأن الأمر لا يحتمل الخطأ، إنه مصير الشعب والأمة بأسرها: أية أمة، وأي شعب.

 

وأتساءل : هل فات الوقت، وهل مازالت هناك إمكانية، بعد هذا الحصاد المرّ للسياسات الخيالية، أن نعيد الاعتبار للاعتدال الفلسطيني في ذكرى انطلاقته الثلاثين.

 

-  مدير مركز جنين للدراسات الاستراتيجية وعضو المجلس الوطني الفلسطيني.


 

 

المقال الثاني:
الاطفال الأسرائيليون والفلسطينيون يمارسون حل النزاع من خلال فنون الدفاع عن النفس

دافنا بيرمان

هااَرتز 23 تموز( يوليو) 2004

 

غادرت مجموعة من الصغار الأسرائيليين والفلسطينيين إلى اليونان في 22  تموز (يوليو) كجزء من مبادرة جديدة تهدف إلى بناء السلام من خلال فنون الدفاع عن النفس. ويهدف البرنامج، الذي استمر ثلاثة أيام، إلى تعليم حل النزاع من خلال مبادئ الحركة والإحترام، وهو الأول من نوعه.

 

"فنون الدفاع عن النفس هي إيجاد تناغم داخل الإنسان، وهي الخطوة الأولى نحو إيجاد تناغم مع الشخص الاخر" يقول داني حكيم، الذي أسس منظمة بودو للسلام في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي. " في البودو (فنون الدفاع عن النفس)، لا يسمى خصمك عدواً، وإنما شريكاً".

 

 وقد مارس حكيم، الذي هاجر إلى إسرائيل من أستراليا قبل ثلاث سنوات، فنون الدفاع عن النفس طوال ال 34 سنة الماضية. وقد درس مع ستيفن سيغال في اليابان، حيث سكن لمدة عشر سنوات، ومثَل كلا من استراليا واليابان في منافسات دولية. وقد قام مؤخراً بتدريب الفريق الإسرائيلي للشوتوكان كاراتيه في منافسات دربان بجنوب إفريقيا.

 

وبالنسبة لحكيم، الحائز على الحزام الأسود من الدرجة السادسة وأعلى مركز للشوتوكان كراتيه في إسرائيل، يعتبر مهرجان البودو للسلام هدا الأسبوع امتداداً طبيعياً لمبادئ فنون الدفاع عن النفس. "كلمة بودو اليابانية تعني حرفياً "أسلوب وقف النزاع"، ولكنها تترجم خطأ " فنون الدفاع عن النفس" يشرح حكيم. "عندما تذهب إلى بوجو (نادي البودو)، تدخل وتنحني علامة على الإحترام. أنت تنحني للمكان، تنحني للمدرب، وتنحني لشريكك".

 

ويضيف أنه يتوجب على المتنافسين الإسرائيليين والفلسطينيين أن ينحنوا لبعضهم بعضاً رغم حاجز اللغة الذي يفرقهما، لأن الإتصال يتم عن طريق الحركة. "إنها فكرة جديدة، ولكن لها معانٍ كبيرة" يؤكد حكيم.

 

أما المشاركون، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 15 سنة، فجميعهم طلبة في فنون الدفاع عن النفس، يضمون ستة فلسطينيين وستة إسرائيليين – أربعة منهم من اليهود – ومشاركون من مناطق نزاع أخرى مثل كوسوفو وقبرص.

 

وقد التقت المجموعة الأسرائيلية الفلسطينية مرة واحدة الأسبوع الماضي في مركز ديزنغوف بتل أبيب.

 

"كان الجميع عصبيون بشكل واضح" يتذكر السيد حكيم. "وكان البودو هو الذي كسر الجليد".

 

المشاركة في البرنامج كانت تنافسية بشكل شديد، ولم يقبل حكيم، الذي قابل ستين يافعاً من قرية العيسوية سوى ستة. وقد شارك كل من مركز بيريز للسلام والحكومة اليابانية في دفع ثمن تذاكر السفر، ولكن الإسرائيليون تحملوا تكاليف سفرهم بأنفسهم.

 

لدى وصولهم إلى اليونان، تلقى الأطفال تدريباً مكثفاً في البودو لمدة أربعة أيام. وقد حضر أفضل الأساتذة في اليابان لحضور الحدث، فحصل المشاركون على فرصة لتهذيب تخصصاتهم في فنون الدفاع عن النفس، في مجالات الكاراتيه أو الجودو. كما تعلموا فنوناً جديدة في الدفاع عن النفس، مثل الأيكيدو والكندو والشورينجي كيندو وخليط من عدد من الأساليب التي تمارس بشكل أوسع. كما قام ممثلون عن معهد الشؤون الدولية، وهو منظمة غير ربحية مركزها واشنطن العاصمة‘ تشجع على اتخاذ توجهات إبداعية نحو النزاعات الدولية، بإعطاء دروس في حل النزاعات.

 

وقد قامت باستضافة الخلوة بلدية مدينة ديلفاي، مركز إله الوحي اليوناني القديم الذي كان أول من شجع المحاربين على وضع أسلحتهم جانباً وإظهار قدراتهم الرياضية. "إن الروح الحقيقية للمنافسة من خلال الإحترام والألعاب الأولمبية تأتي من ديلفاي" يضيف السيد حكيم.

 

ما زال البرنامج في المرحلة التجريبية، ولكن حكيم يصر أن عطلة نهاية الأسبوع أعطت الأطفال فرصاً ليصبحوا سفراء سلام عند عودتهم إلى بلادهم. "يبدوا ذلك غريباً" يعترف السيد حكيم، "ولكن عليك أن ترى  بعينك".        

 

- النص الأصلي باللغة الإنجليزية وقد قامت خدمة Common Ground الإخبارية بترجمته إلى العربية.


 

 

المقال الثالث: 
الحوار مع البرغوثي

زئيف شيف

هااَرتز Ha’aretz، 16  تموز (يوليو) 2004

 

عندما اعتقل مروان برغوثي، أحد أبرز القادة الفلسطينيين، كان واضحاً أن أحد أهداف المحققين هو استخدامه لتوريط رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات بالإرتباط مباشرة بالإرهاب.  كان الافتراض أن البرغوثي على الأرجح سوف يمهد الطريق لقيادة وطنية لنفسه بهذه الطريقة. إلا أن البرغوثي رفض جميع هذه المحاولات.

 

كما اعتقد البعض أنه يمكن أن تكون هناك، من خلال البرغوثي، فرصة لفتح خط هادئ من المفاوضات غير المباشرة مع القيادة الفلسطينية. ولكن محاولة واحدة لاقتراح ذلك على رئيس الوزراء كانت كافية لتوضح أن أرييل شارون لن يقبل اقتراحاً كهذا. إذ أن هذا يخالف استراتيجيته المتمثلة بانسحاب من طرف واحد من قطاع غزة.

 

وهكذا، تركز كل شيء على محاكمة البرغوثي. ومما سهل إدانته إعلانه أنه في الوضع الراهن، سوف يستمر الفلسطينيون في استخدام العنف. وقد تم رفض طرحه بأن المحكمة الإسرائيلية لا سلطة لها لمحاكمته. وهذا أمر صحيح. إلا أننا لا نستطيع الإستغناء عن احتمال أن يكون البرغوثي شريكاً تفاوضياً له أهميته.

 

في الوقت الراهن، ليس لإسرائيل من تخاطبه في عملية تفاوضية. ليس عرفات، وليس رئيس وزراء السلطة الفلسطينية أحمد قريع (أبو علاء)، أو رئيس الأمن في السلطة محمد دحلان، أو رئيس الوزراء السابق محمود عباس  ( أبو مازن). الحقيقة أن شارون غير مهتم بخطاب كهذا. ويمكن استخدام تكتيك كهذا في مناسبات عديدة، ولكن هناك شعور بأنه قد أصبح مبدأًً بالنسبة لشارون. فالمعادلة التي تقول أنه لن تكون هناك مفاوضات أصبحت تسبب الفوضى في جميع الحالات. كما أن تشديد الاحتلال لا يساعد حتى هؤلاء الذين يركزون على محاربة الإرهاب.

 

ولا تعتبر كل من إسرائيل والولايات المتحدة عرفات شريكاً ذا قيمة في مفاوضات إنهاء النزاع. كما وازدادت معارضة الولايات المتحدة بعد أن ثبت أن الشخص الذي خطط لتفجيرموكب الدبلوماسيين الأميركيين في تشرين أول (أكتوبر) في قطاع غزة، والذي قتل فيه ثلاثة أميركيين، كان شرطياً فلسطينياً موجوداً في الموكب. أما بقية الدول التي لها علاقات رسمية مع عرفات فهي تعزف عن مساعدته، خاصة وأنه يرفض تنفيذ الإصلاحات الأمنية التي أملتها خريطة الطريق.

 

في الفراغ الذي تلا ذلك، يعتبر البرغوثي أحد أكثر القادة أصالة وشعبية من عامة الشعب الفلسطيني. فهو يتمتع بشعبية وقادر على إنشاء حلف قيادي حوله، وبالتالي كسر الدائرة المأساوية للمجتمع الفلسطيني، العاجزة حتى الاَن عن اتخاذ أية قرارات رئيسية باستثناء استخدام العنف.

 

ورغم كل ما حدث، فالبرغوثي يؤمن بالسلام مع إسرائيل – هذا كان انطباعي خلال زيارة لمكتبه قبل الإنتفاضة. ولكن إضافة إلى مناداته باتفاقية سلام، فقد كان رئيس الذراع العسكري الذي يلتزم بأوامر عرفات. رفض تسليم الأسلحة الموجودة بأيدي التنظيم. وكان رجاله متورطين، بأوامر من عرفات، في الإشتباكات التي اندلعت بعد فتح أنفاق الجدار الغربي (والتي قتل فيها 15 إسرائيلياً وحوالي 60 فلسطينياً)، إضافة إلى إشتباكات في أيار ( مايو) 2000.

 

والآن، يقبع برغوثي في السجن، ويبدو أنه سيبقى هناك لمدة طويلة. سوف يعتبر قائداً لالاف الأسرى الفلسطينيين. ورغم الصراع الدموي بينه وبين إسرائيل، يجب معاملته وعائلته باحترام مناسب. إلا أن هذا لا يحصل، وما زال البرغوثي معزولاً عن بقية الأسرى. لقد وفر لنا التاريخ أمثلة لمفاوضات ناجحة عقدت بين حكومات وقادة في المعتقل، أمثال نلسون مانديلا زعيم السود في جنوب افريقيا، وجومو كينياتا زعيم المتمردين في كينيا. كلاهما أصبح رئيساً لبلده وزعيماً عظيماً حقق اتفاقيات هامة. على إسرائيل أن تبحث كذلك عن نموذج فلسطيني مناسب، قد يكون هو مروان برغوثي.

 

- النص الأصلي باللغة الإنجليزية وقد قامت خدمة Common Ground الإخبارية بترجمته إلى العربية.

تقوم خدمة Common Ground الإخبارية بنشر وتوزيع المقالات، المصحوبة مع الرسالة الإلكترونية، بقصد تعزيز  وجهات النظر البناءة والحوار حول القضايا الراهنة في منطقة الشرق الأوسط.  وتوزع  المقالات بعد الحصول على تصريح "حق الطباعة والنشر"، وباستطاعة المؤسسات الإخبارية والإعلامية إعادة نشر وطباعة المقالات مجاناً. الرجاء، في حال إعادة النشر، الإشارة إلى المصدر الأصلي وإلى خدمة Common Ground الإخبارية، مع إعلامنا بذلك من خلال  cgnews@sfcg.org. الخدمة الإخبارية هي خدمة لا تسعى للربح.
باستطاعتك إعادة إرسال هذه الرسالة إلى أي شخص تعتقد أنه يرغب بقراءة كل المقالات أو بعضها.
hagalil.com 23-07-2004

Peace is possible - www.geneva-initiative.net


DE-Titel
US-Titel
Books




 














Copyright: hagalil.com / 1995...

haGalil onLine