Jüdisches Leben in EuropaMit der Hilfe des Himmels

Promises - endlich auf Video!


 

خدمة CGN الإخبارية، 6  تموز (يوليو) 2004 

What did you do today, to promote peace?

ملخص لمقالات العدد:

1? الانتخابات هي مفتاح السلام في الشرق الأوسط

بقلم: زياد عسلي

مصدر النشر:  فايننشال تايمز، 23 حزيران (يونيو) 2004

يشجع رئيس مجموعة العمل حول فلسطين على الاستفادة من جميع الفرص لإيجاد خطة استراتيجية لإحلال السلام في خضم الانسحاب الإسرائيلي من غزة. ويدعو السيد عسلي إلى إجراء انتخابات على أساس أنه "لا يملك سوى الممثلون الشرعيون المتمكنون لكلا الشعبين السلطة والقدرة للقيام بالتسويات الضرورية للسلام، وهم فقط الذين يستطيعون جعل هذا السلام باق".

 

2وباء العنصرية وعلاجه

بقلم:  نظير مجلي

مصدر النشر: هآارتز، 25 حزيران (يونيو) 2004

يناقش نظير مجلي، الصحفي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، نتائج استطلاع الرأي العام الإسرائيلي الذي جرى مؤخراً. ويشير الكاتب إلى أن الإستطلاع يظهر بأن هناك نظرة عنصرية متنامية في إسرائيل يجب معالجتها، وأنه لا يمكن غض الطرف عنها. ويرى نظير بأن أي قائد مسؤول يجب عليه أن " يجمع وزرائه والمسؤولين عن التعليم، ويعلن خطة عمل كاملة، تضع حدا فوريا لكافة أشكال سحب الشرعية من العرب في هذا البلد، والتي تتراوح بين التصريحات العنصرية من قبل الوزراء وغيرهم ممن هم في مراكز مسؤولية، إلى سياسة الحكومة في كافة المجالات".

 

3.  حان الوقت لإعادة الارتباط مع الفلسطينيين

بقلم: م. ج. روزنبرغ

مصدر النشر: منبر السياسة الإسرائيلية، 25 حزيران (يونيو) 2004

مستذكراً تجربة إسحق رابين في المنطق طويل الأمد في حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، يعلق م.ج. روزنبرغ على دعوة مساعد وزير الدفاع، إبان إدارة بوش السابقة - دوف زاخيم، إلى القادة الإسرائيليين للاستفادة بشكل كامل من الفرص الحالية لإعادة بدء المفاوضات مع الفلسطينيين لأجل المصلحة بعيدة المدى للإسرائيليين والفلسطينيين. ويرى الكاتب أن "تجاهل الفلسطينيين والاحتفال بانتصارات وهمية ليس عديم المنطق فحسب وإنما هو هدية إلى تنظيم القاعدة". 

 

 

 

المقال الأول:  ? الانتخابات هي مفتاح السلام في الشرق الأوسط

زياد عسلي

فايننشال تايمز، 23 حزيران (يونيو) 2004

 

تمكن الرئيس حسني مبارك، رئيس مصر الحذر، من التغلب على تردد بلده في التورط في غزة. وقد تراجع قلقه الأولي حول مخاطر استهداف الأفراد المصريين من قبل الفلسطينيين والمواجهة مع إسرائيل بعد أربعة عقود من السلام، ليحل محله القبول بدور أمني نشط. وقد سيطر احتمال أن يتبع الانسحاب الإسرائيلي فوضى عارمة أو سيطرة من قبل الأصوليين، مع رغبة مصر في لعب دور قوة إقليمية وسيطة جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة، سيطر هذا الاحتمال على كافة الاعتبارات الأخرى. سوف تلعب مصر دوراً  بارزاً في غزة، وليس فقط في الأمور الأمنية.

 

وينظر بعض الفلسطينيين بامتعاض إلى احتمالات العودة إلى ما قبل عام 1967 عندما كانت غزة تحت السيطرة المصرية. ولكن العودة إلى الماضي هي استراتيجية ضعيفة. وبدلاً من ذلك، يتوجب على الفلسطينيين أن يستغلوا الفرصة لبناء أجندة إيجابية للمستقبل. وهذا يعني مواجهة ظروفهم بصراحة، كونهم شعب يقبع تحت احتلال ظالم، بقيادة ضعيفة معزولة وقوة أمن ممزقة واقتصاد مدمر ومؤسسات مشتتة. وهو يعني أيضاً الاعتراف بأن دعم الجماهير العربية والإسلامية لا يمكن أن يحل مشاكلهم ولن يفعل ذلك في المستقبل.

 

ويتوجب على الفلسطينيين القيام بكافة المحاولات التي قد تؤدي إلى دولة مستقلة مترابطة. ومن الواضح أن استراتيجيات الأمس لم تنجح. وقد حان الوقت للتفكير وإعادة التقييم والإبداع. قد يقف العنف في طريق الحلول غير المرغوبة، ولكنه لن يحقق الحلول المرغوبة.

 

 لن يستطيع الفلسطينيون وحدهم تحرير فلسطين. لم يضح شعب أكثر أو لفترة أطول مما فعل الفلسطينيون من أجل الاستقلال. ولكن التضحية دون استراتيجية قادرة على الفوز غير كافية. وفي نضال بهذا الحجم، لا يمكن الاستغناء عن المزيد من الحلفاء الذين يشاركون في رؤية دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. ويجب تحديد هؤلاء الحلفاء في الولايات المتحدة وإسرائيل بالتحديد و تجنيدهم. والعنف ضد المدنيين يعزل هؤلاء الحلفاء. وعلى الفلسطينيين اتخاذ الخيار المصيري بين المواجهة العسكرية والمقاومة السلمية والمفاوضات.

 

كما ويتوجب على الفلسطينيين الإصرار على حقهم بعقد الانتخابات وبأن يعطوا الفرصة لاتخاذ خياراتهم والتعبير عنها. لقد حان الوقت منذ فترة طويلة للفلسطينيين للذهاب إلى المحطات الانتخابية والإدلاء بأصواتهم لانتخاب ممثليهم. حتى الآن لم تدعم الولايات المتحدة وإسرائيل حركة كهذه. ولكن يجب ألا يكون مستحيلاً الضغط على الولايات المتحدة لتغيير موقفها. ماذا يمكن أن يكون "لا أميركي" أكثر من منع الشعب من التصويت؟ ويمكن للولايات المتحدة بدورها أن تفرض على إسرائيل المشاركة لجعل الانتخابات مجدية. ويجب على كافة الأطراف أن ترى أن التنازلات الضرورية لتحقيق السلام لا  يمكن أن تتم إلا من خلال ممثلين منتخبين.

 

وقد يكون من المفيد إجراء استفتاء مع الانتخابات حول حل الدولتين اعتماداً على "خارطة الطريق" للسلام المدعومة عالمياً. استفتاء كهذا يحدد الأفق السياسي للفلسطينيين. كما أن معارضي حل الدولتين لن يتمكنوا بعد ذلك من إعاقة التقدم أو معارضته إذا حظي بمساندة شعبية حسب الاستفتاء.

 

وعلى الفلسطينيين أيضا اتخاذ قرارات حول مستقبل غزة وشمالي الضفة بعد انسحاب إسرائيل. فالانسحاب يوفر للفلسطينيين فرصة غير عادية للتخطيط لحدث مستقبلي بدلاً من تحمل صفقة مفروضة عليهم. يجب أن ينضر إليه كأول معلم في تأسيس دولة قابلة للبقاء.

 

ويجب على المنطقة التي يتم إخلاؤها أن تحصل على قدر من السيادة لا يقل عن السيادة التي أعطيت للحكومة العراقية المؤقتة هذا الأسبوع. ويجب تمكين هيئة الحكم فيها، والتي يمكن أن تشكل حسب الهيكل الذي تم استنباطه للعراق بمساعدة الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة، بحيث تستطيع المفاوضة على قضايا "الوضع النهائي"، مثل حق العودة للاجئين كما تنص "خارطة الطريق". ويجب وضع مخططات أساسية للإسكان والطرق والحدائق العامة والمصانع والمدارس وغيرها من الضرورات الاجتماعية وإعدادها للتنفيذ.

 

الانتخابات الحرة حيث السياسات يتم تنفيذها والخيارات يتم تحديدها بوضوح، تجعل في إمكان الممثلين الرسميين التعامل مع قضايا الأمن الإسرائيلي والفلسطيني تحت المظلة الأميركية. كما يمكن للأردن ومصر أن تلعبا دوراً هاماً في إنجاح هذه العملية.

 

يجب وضع رئيس الولايات المتحدة عند كلمته بأن قضايا الوضع النهائي سوف تتقرر من قبل الأطراف. إن الحكم المسبق على النتيجة لن ينجح. لا يملك السلطة والقدرة على الوصول إلى التسويات الضرورية للسلام سوى الممثلين الشرعيين المتمكنين للطرفين، وهم وحدهم يستطيعون جعل هذا السلام باق وأبدي.

 

-  زياد عسلي حاصل على شهادة الطب، وهو رئيس مجموعة العمل الأميركية حول فلسطين ومركزها واشنطن.

- النص الأصلي باللغة الإنجليزية وقد قامت خدمة Common Ground الإخبارية بترجمته إلى العربية.

 

المقال الثاني:  وباء العنصرية وعلاجه

نظير مجلي

هآارتز، 25 حزيران (يونيو) 2004

 

أود أن أصدق أنه لو سؤل نفس الأشخاص الذين عبروا عن رغبتهم بطرد العرب من دولة إسرائيل في الاستطلاع الذي أجراه مركز دراسات الأمن القومي في جامعة حيفا، لو سؤل هؤلاء عن رأيهم بشكل علني وليس في نموذج الاستطلاع، لكانت النتائج مختلفة.

 

في ذلك الاستطلاع، ذكر 63% من اليهود أنهم يؤيدون فكرة تشجيع حكومتهم للعرب على الهجرة، كما قال 45% أن المواطنين العرب يجب أن يمنعوا من التصويت في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).  من المؤكد أن المواطنين اليهود يخجلون من التعبير عن هذه الآراء العنصرية المتعصبة في نقاش مفتوح على شاشات التلفزة أو في مقابلات عامة.  نستطيع أن نفترض أنهم يرغبون بأن يظهروا بمظهر المنتمين إلى تقاليد "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" والشعب اليهودي.  وكأفراد في أمة عانت ما عانته من المحرقة ومن التفرقة العنصرية أكثر من أي أمة أخرى، فإنهم لا يرغبون بأن ينكشفوا أمام الملأ على أنهم يكرهون العرب، كشعب لا يتوانى عن أن يدوس على حقوق مواطني الدولة من العرب، إلى درجة طردهم من وطنهم.

 

إلا أن هؤلاء الذين أجابوا على أسئلة الاستطلاع وجدوا فرصة هذه المرة ليقولوا ما يشعرون به فعلا وليرسلوا رسالة إلى من يهمه الأمر، بأننا في هذا البلد انحدرنا إلى هذا المستوى، ونرجو منكم أن تتعاملوا مع الأزمة.

 

وحقيقة الأمر أننا جميعا، عرباً ويهوداً، مضطرون للتعامل مع المشكلة، فهي مشكلتنا جميعا.  ليس من الصواب أن يقوم كل طرف بقذف المسؤولية إلى ملعب الطرف الآخر.  وإذا نظرنا إلى إجابات على استطلاعات أخرى نشرت في الماضي فإن نتائج الاستطلاع الجديد لا تدعوا إلى الاستغراب بشكل غير عادي.  فهي لا تشير إلا إلى استمرار التداعي والانحطاط، وإلى أنه لم يتم عمل شيء حتى الآن لوقف هذه الظاهرة.

 

إن ما يفعله أي قائد مسؤول في إسرائيل يهتم بأمر اليهود وأمر الدولة هو أن يتحمل المسؤولية، ويعلن أمراً لم يسمع به أحد حتى الآن، فيما يتعلق بمواجهة هذا الموضوع.  يجمع وزرائه والمسؤولين عن التعليم، ويعلن خطة عمل كاملة، تضع حدا فوريا لكافة أشكال سحب الشرعية من العرب في هذا البلد، والتي تتراوح بين التصريحات العنصرية من قبل الوزراء وغيرهم ممن هم في مراكز مسؤولية، إلى سياسة الحكومة في كافة المجالات.

 

برامج كهذه يجب أن تضم قانوناً يمنع استخدام أي تعبير عنصري ضد العرب (وضد أي إنسان بغض النظر عن أصوله ومعتقداته)، وبرنامجاً تربوياً خاصا حول الموضوع، وبدء حوار مع المواطنين العرب في إسرائيل بنية صادقة لفهمهم والتعرف عليهم والإصغاء لألمهم بهدف حقيقي وجدي للتسوية.

 

الاستطلاع يكشف عن وباء في المجتمع اليهودي، وليس من الصحي أن نعامله على أنه مجرد استطلاع آخر ومجرد بند آخر في صحيفة.  كل مواطن يهودي يتحمل مسؤولية، وليس فقط المسؤولين.  ولكن حتى يتسنى التعامل مع المشكلة بشكل كامل، يتوجب على عرب إسرائيل وقادتهم أن يطرحوا على أنفسهم عدداً من الأسئلة.

 

ففي المحصلة النهائية، ليست جميع أشكال العنصرية نحو العرب هي هجوم نابع من شهية اليهود للسلطة أو من عقيدة عنصرية منظمة.  العديد من اليهود لا يعرفون شيئا عن عرب إسرائيل.  ومعظم اليهود متأثرون بإعلام مضلل وبسياسة الحكومة وتصريحات وزرائها، وبالقدر نفسه من الأهمية بالطبيعة العدائية لعدد من القادة الذين يتكلمون باسم المواطنين من عرب إسرائيل.

 

ما زالت أحداث تشرين الأول (أكتوبر) 2000 يرن صداها في الأجواء التي أوجدتها تلك الأحداث.  وإذا كان العرب يتذكرون تلك الأيام كرمز لقتل 13 شاباً برصاص الشرطة المدنية، فإن اليهود يتذكرونهم من زاوية أخرى – الاضطرابات التي أدت إلى إغلاق الشوارع وتدمير أعمدة الهاتف وإشارات المرور، وتكسير واجهات المحلات التجارية والمصارف التي لها علاقة بالمجتمع اليهودي، ومقتل مواطن يهودي عندما ألقى بحجر عبر زجاج سيارته في جسر الزرقاء.

 

نعم، يتوجب على ضحية العنصرية أن يلعب دوراً كذلك في وضع حد لها.  وسلوك معظم عرب إسرائيل خلال السنوات الثلاث الماضية يثبت أن هناك رغبة في التغيير.  وهذا لا ينطبق على الحكومة الإسرائيلية وغالبية المجتمع الإسرائيلي.

 

- الكاتب معلق حول الشؤون الإسرائيلية في محطات التلفزة العربية وفي جريدة الشرق الأوسط العربية.

- النص الأصلي باللغة الإنجليزية وقد قامت خدمة Common Ground الإخبارية بترجمته إلى العربية.

 

المقال الثالث:  حان الوقت لإعادة الارتباط مع الفلسطينيين

م. ج. روزنبرغ

منبر السياسة الإسرائيلية، 25 حزيران (يونيو) 2004þ

 

مستذكراً تجربة إسحق رابين في المنطق طويل الأمد في حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، يعلق م.ج. روزنبرغ على دعوة مساعد وزير الدفاع، إبان إدارة بوش السابقة - دوف زاخيم، إلى القادة الإسرائيليين للاستفادة بشكل كامل من الفرص الحالية لإعادة بدء المفاوضات مع الفلسطينيين لأجل المصلحة بعيدة المدى للإسرائيليين والفلسطينيين.

 

صرح دوف زاخيم، مساعد وزير الدفاع السابق، لصحيفة هآارتز هذا الأسبوع أن حكومة شارون ترتكب خطأ فادحاً بعدم السعي بشكل حثيث وراء اتفاقية مع الفلسطينيين.  وزاخيم، الذي خدم في عدة إدارات جمهورية، هو يهودي محافظ  له علاقات حميمة مع إسرائيل.

 

وقد صرح لهآارتز بأن إسرائيل "في السنوات الثلاث الماضية خسرت فرصة استراتيجية في تحقيق تقدم مع الفلسطينيين.  التوجه الصحيح هو القول: انظروا، لدينا بيت أبيض يساندنا، ورئيس يهتم بأمن إسرائيل نثق به.  ماذا نستطيع أن نفعل الآن، مستخدمين ذلك كمنطلق قوة، لحل القضية الفلسطينية؟"

 

عاد زاخيم لتوه من زيارة لإسرائيل وقد آلمته رؤية مظاهر الانحطاط المتنوعة.  وهو يلقي باللائمة على المستوطنات.  "إنها تأخذ الأموال من التعليم والمعونة الاجتماعية وفرص العمل والبنية التحتية وتصبها في الضفة الغربية.  إسرائيل تعاني كثيراً بسبب المستوطنات"، يقول زاخيم.

 

لسوء الحظ فإن إحساس زاخيم بضرورة الإسراع في التحرك على الجبهة الدبلوماسية لا يشاركه فيه الجميع عالمياً.  فبعض المسؤولين الإسرائيليين والعناصر في الإعلام يرون الهدوء الحالي على مستوى العمليات الإرهابية ليس كفرصة لإيجاد وضع أكثر استقراراً وإنما عذراً لعدم القيام بأي عمل.

 

إلا أن الأكثر حكمة يعرفون أفضل من ذلك.  ففي تقرير له في صحيفة يديعوت أحرونوت، يثني آليكس فيشمان على جيش الدفاع الإسرائيلي "لتخفيفه حجم العمليات الإرهابية داخل الخط الأخضر بمعدل 80%"، ولكنه يكتب كذلك "الانتفاضة لم تنته بعد.  وما يعنيه هذا الإنجاز في الحقيقة هو أن الجيش والخدمات الاستخبارية قد أعطيا الكادر السياسي مزيداً من الوقت.  والآن عليهما أن يفعلا شيئاً بهذا الوقت الإضافي."

 

وبكلمات أخرى، لقد حان الوقت لمزيد من الإسراع في السعي وراء إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.  إن الاعتماد على أكاليل النصر ليس خياراً.

 

هذا أمر فهمه الراحل إسحق رابين جيداً.  فقد بدأ بعد انتهاء الانتفاضة الأولى مباشرة العملية التي انتهت باتفاقية أوسلو.  كان بإمكانه ببساطة أن يعلن النصر ويأمل بالأفضل.  ولكنه فهم أن الوقت ليس بالضرورة في صالح إسرائيل.

 

لم ير رابين بقاء إسرائيل مهدداً من قبل جيرانها المباشرين.  فاتفاقية السلام مع مصر كانت قائمة.  والحدود مع الأردن كانت هادئة.  واتفاقية سلام مع سوريا كانت في متناول اليد على الأرجح.  ولم يكن للفلسطينيين قوة عسكرية ذات قيمة.

 

لذلك، كان اهتمام رابين الأساسي يتعلق بقابلية إسرائيل للتعرض لهجمة نووية أو بيولوجية أو كيماوية من إيران أو العراق أو الجماعات الإسلامية المسلحة المتحالفة معهما أو مع أحدهما.  لم تكن الدائرة المباشرة المحيطة بإسرائيل هي التي تقلق رابين.  بل كانت الدائرة الثانوية واللاعبون غير الرسميون في المنطقة وخارجها.

 

كان تحقيق السلام مع الفلسطينيين جزءاً من استراتيجية رابين لتحييد هذه التهديدات.  فعندما يحقق الإسرائيليون والفلسطينيون السلام، يفقد المتطرفون حجة الحرب المقدسة مع إسرائيل.  "بالتأكيد، يمكنهم أن يأملوا أن يكونوا أكثر فلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم"، ولكن الضغوط من طرف العرب الآخرين، ومن الفلسطينيين أنفسهم يعمل كرادع للجهاد خاصة مع تعايش دولة فلسطين ودولة إسرائيل ضمن نفس المنطقة بشكل عام.

 

بوجود دائرة سلام – تضم فلسطين – تحيط بإسرائيل يصبح جيش إسرائيل حراً للتركيز على أفضل السبل لحماية نفسه من هجمات بأسلحة الدمار الشامل من خارج الدائرة.  وبدلاً من أن تكون مرتبطة في غزة ونابلس تدافع عن نفسها ضد إرهابيين مراهقين، تستطيع إسرائيل ردع التهديد التي يهدد وجودها.

 

لقد تغير الكثير منذ طور رابين ذلك المفهوم، ولكن لم يتغير الكثير نحو الأفضل.  فإيران أكثر عسكرية من أي وقت مضى، وأكثر كرهاً لإسرائيل مما مضى، وأكثر قرباً وتصميماً، على ما يبدو، من تطوير أسلحة نووية.  والعراق، المتفجرة أبداً، تبدو أقل احتمالية من أي وقت مضى للتخلي عن المشاعر المضادة لإسرائيل مقارنة بالنظام السابق فيها.  وقد يكون احتمال هجوم بأسلحة الدمار الشامل غير محتمل اليوم، ولكن ماذا عن الغد، أما بالنسبة للاعبين من غير الدول فما من شك أن تنظيم القاعدة يسعى للحصول على أسلحة نووية، تماما كما ينتفي الشك عمن سيكون الهدف الأول أو الثاني لذلك السلاح.

 

لقد فهم رابين الوضع.  لم يكن عليه أن يحب منظمة التحرير الفلسطينية لكي يتفاوض معها.  الحب أو عدمه لم يكن الموضوع لديه ببساطة عندما كان بقاء إسرائيل في الميزان  واليوم، استبعدت إسرائيل التعامل مع عرفات ولكنها كذلك تقاوم التفاوض مع الفلسطينيين الذي ثبت أنهم يفضلون السلام مع إسرائيل.

 

لهذا يمكن اعتبار هذه الأوقات مناسبة للولايات المتحدة وإسرائيل لمباشرة الدعوة إلى انتخابات فلسطينية.  ويقترح زياد عسلي، وهو طبيب فلسطيني أميركي ورئيس لمجموعة العمل الأميركية حول فلسطين ومركزها واشنطن، في مقال نشرته الفايننشال تايمز، يقترح إجراء انتخابات ديمقراطية يرافقها استفتاء على حل الدولتين اعتماداً على "خريطة الطريق" التي وضعها بوش.  "استفتاء كهذا" يقول عسلي "يحدد الأفق السياسي للفلسطينيين.  ولن يستطيع معارضو نموذج الدولتين بعد الآن إيقاف تقدم العملية إذا حصلت على دعم جماهيري في استفتاء".  وبهذا يكون لإسرائيل شريك منتخب ديمقراطياً للتفاوض معه.

 

بوجود كل هذا في الميزان، حان الوقت لإسرائيل لتعيد التواصل مع الفلسطينيين مرة أخرى.  ألق نظرة فقط على الأخبار.  فالخطر المتربص بإسرائيل على بعد قليل أمامها، يأتي من التطرف الديني المسلح بأسلحة الدمار الشامل.  والوصول إلى اتفاق مع الفلسطينيين – اتفاق يضعهم في النضال ضد المتطرفين بصورة كاملة – هو أحد أفضل الأساليب لتحييد بعض أكثر الناس في العالم خطورة.  وتجاهل الفلسطينيين والاحتفال بانتصارات وهمية ليس عديم المنطق فحسب وإنما هو هدية إلى تنظيم القاعدة.  رابين استوعب ذلك قبل عقد من الزمان.  وهو صحيح اليوم أكثر من أي وقت مضى.

 

- النص الأصلي باللغة الإنجليزية وقد قامت خدمة Common Ground الإخبارية بترجمته إلى العربية.

hagalil.com 06-07-2004

تقوم خدمة Common Ground الإخبارية بنشر وتوزيع المقالات، المصحوبة مع الرسالة الإلكترونية، بقصد تعزيز  وجهات النظر البناءة والحوار حول القضايا الراهنة في منطقة الشرق الأوسط.  وتوزع  المقالات بعد الحصول على تصريح "حق الطباعة والنشر"، وباستطاعة المؤسسات الإخبارية والإعلامية إعادة نشر وطباعة المقالات مجاناً. الرجاء، في حال إعادة النشر، الإشارة إلى المصدر الأصلي وإلى خدمة Common Ground الإخبارية، مع إعلامنا بذلك من خلال  cgnews@sfcg.org. الخدمة الإخبارية هي خدمة لا تسعى للربح.

باستطاعتك إعادة إرسال هذه الرسالة إلى أي شخص تعتقد أنه يرغب بقراءة كل المقالات أو بعضها.

Peace is possible - www.geneva-initiative.net


DE-Titel
US-Titel
Books




 














Copyright: hagalil.com / 1995...

haGalil onLine