Jüdisches Leben in EuropaMit der Hilfe des Himmels

Promises - endlich auf Video!


 

خدمة Common Ground الإخبارية، 24 أيار (مايو) 2004

نظرة الإسرائيليين إلى أنفسهم
بقلم: م. ج. روزنبرغ

مصدر النشر: منتدى السياسات الإسرائيلية، 30 نيسان (ابريل) 2004
يبحث روزنبرغ في استطلاع للرأي العام الإسرائيلي جرى مؤخراً، يبرز الانقسام في مشاعر الإسرائيليين حول حياتهم الشخصية وكيف ينظرون إلى الأوضاع الحالية في إسرائيل. كما يقارن روزنبرغ بين شعور الإسرائيليين بالعزلة اليوم عن دولتهم والشعور العام الذي ساد في التسعينات مؤكدا أنه لا يمكن إعادة الاعتبار للنطرة المتفائلة لدى الجانبين إلا من خلال عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات. ويعتقد أن الخروج من هذا المأزق يتطلب أن ترسم إسرائيل حدودها وأن تقيم السلام مع جيرانها وأن تتحول إلى دولة مدنية.

السلام الحقيقي يحتاج إلى قواعد ثابتة
بقلم: رون بونداك

مصدر النشر: الديلي ستار، الاثنين 17 أيار(/مايو) 2004
يستعرض رون بونداك، أحد مهندسي اتفاق أوسلو، أهمية مشاركة المجتمع المدني في صناعة السلام. ويرى أنه يمكن للمجتمع المدني، من خلال التعاون، "أن يعمل كرديف للحكومات، محققاً احتياجات عملية بناء السلام، ومتعاوناً بأساليب قد تكون غير مجدية في أوساط الإجراءات الحكومية البطيئة". ويعطي الكاتب أمثلة من واقع تجربته في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

دولة صغيرة للفلسطينيين، خطوة كبيرة لشرق أوسط كبير
بقلم: جيدي غرينستين

مصدر النشر: صحيفة الحياة وخدمة Common Ground الإخبارية، 23 أيار (مايو) 2004þ
هذا المقال الذي كتبه جيدي غرينستين، رئيس معهد ريؤت، هو السابع من سلسلة مقالات تنشرها الخدمة بالتعاون مع صحيفة الحياة اللندنية عن المبادرة الأميركية للإصلاح، "الشرق الأوسط الكبير"، التي سربتها صحيفة الحياة بتاريخ 13 شباط (فبراير) في صيغتها الأولى، وأثارت حواراً وديناميات حول مسألة الإصلاح في المنطقة .

What did you do today, to promote peace?

المقال الأول:
نظرة الإسرائيليين إلى أنفسهم
م. ج. روزنبرغ

منتدى السياسات الإسرائيلية، 30 نيسان (ابريل) 2004



من المواضيع التي تتكرر في هذا العامود هي أن الأوضاع السائدة في إسرائيل سيئة وأن العمل على إدامة الوضع الراهن (بدلاً من تحقيق اتفاق مع الفلسطينيين) لا يخدم إسرائيل أبداً.

أما اليوم، ومع حلول الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال إسرائيل، من المفيد أن نركز على رؤية الإسرائيليين أنفسهم لوضعهم. من هنا يبدو الوضع قاتم جدا. ولكن الأهم هو كيف يرى الإسرائيليون أنفسهم الوضع.

يبرز استطلاع خاص للرأي العام أجراه معهد داهاف للاستطلاعات التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت انقساماً حاداً بين نظرة الإسرائيليين لوضعهم الخاص وكيف ينظرون إلى وضع دولتهم.

لننظر أولاً إلى نتائج الاستطلاع حول رؤية الإسرائيليين لحياتهم الشخصية:

سؤال: كيف تعرف وضعك الاقتصادي الحالي؟

جواب: جيد 63%، سيئ 36%

سؤال: هل أنت راض بوضعك الاجتماعي؟

جواب: راض 76%، غير راض 24%


والآن لننظر جيدا إلى كيف يرى الإسرائيليون وضع دولتهم:


سؤال: هل تتخذ دولة إسرائيل التوجه الصحيح؟

جواب: نعم 37%، لا 50%

سؤال: هل هناك من ضمان لمستقبل جيد للجيل الجديد في إسرائيل؟

جواب: نعم 22%، لا 70%

سؤال: كيف تصف الوضع الاقتصادي في إسرائيل؟

جواب: جيد 18%، غير جيد 70%

سؤال: كيف تصف الوضع الاجتماعي في إسرائيل؟

جواب: جيد 20%، غير جيد 80%


يقوم سافير بلوتزكر من صحيفة يديعوت أحرونوت محللاً الاستطلاع أن النتائج الرئيسية للاستطلاع "يمكن تفسيرها كدليل على شعور الإسرائيليين بالعزلة عن دولتهم. فخلف جدران منازلهم وبين أفراد أسرتهم ومجموعات أصدقائهم، لا يتذمر الإسرائيليون حول مرارة مصيرهم. فهم قانعون به إلى درجة كبيرة. ولكن عندما يحتكون بأمر يتعلق بالدولة وينظرون إلى أنفسهم كونهم مواطنين في هذه الدولة، يسودهم الغضب والقلق والإهانة والتشاؤم".

ويشير بلوتزكر إلى أنه مقارنه مع السنوات السابقة، لم تكن السنة الماضية سيئة. إلا أنه يستدرك قائلا "قد يتوجب علينا أن نعيد النظر في تعريف عبارة "ليست سنة سيئة". كيف يمكن لسنة ألا تكون سيئة عندما يفقد فيها 185 من أفراد الأمن و137 من المدنيين حياتهم في حرب ضد الإرهاب؟ كيف يمكن لها ألا تكون سيئة في وقت وصلت فيه البطالة رقما قياسياً؟ أو في وقت وصل فيه الفقر رقماً قياسياً؟ كيف يمكن لسنة أن تكون مقبولة بينما تخيم غمامة ثقيلة من الشك بالفساد والرشوة فوق رئيس الوزراء؟"

ليس مستغرباً أن الإسرائيليين قلقون من المستقبل إلى هذا الحد. "القلق هذا لا ينبع من الخوف من نكسات شخصية وإنما من الخوف بأن تنهار دولة إسرائيل. الناس يعتقدون أن أبناءهم لن يكون لهم مستقبل ناجح هنا بسبب الاتجاه الذي تسير الدولة فيه وليس بسبب الأسلوب الذي تدار فيه حياتهم الخاصة. ليس هناك من تأكيد بأن تتمكن دولة إسرائيل من البقاء."

يسمي بلوتزكر هذا الانقسام "التناقض الظاهري في السنة السادسة والخمسين للاستقلال." فهي "دولة يحبها مواطنوها حتى الجنون، ولكن يؤمن واحد من كل مواطنين اثنين فيها بأنها تسير في الاتجاه الخاطئ. سبعون بالمائة من مواطنيها يعتقدون أنها لا تشكل أملا لأطفالهم. كأنهم يقولون أن الدولة ومواطنيها أمران مختلفان منفصلان تماماً."

ويقول بلوتزكر أن إسرائيل، التي يقترب عمرها من الستين، تبقى سجينة في المراهقة. "رغم سنها، ما زالت إسرائيل تفتقر إلى السمات الأساسية للنضوج. ما زالت لا تملك حدوداً نهائية معترف بها. ما زالت دون مدينة تعتبرها عاصمة يعترف بها العالم. ما زالت دون دستور. وبشكل رئيسي لا يشعر مواطنوها بالسلام والهدوء. إسرائيل في سنتها السادسة والخمسين يحبها أولادها وبناتها رغم ما هي عليه، وليس بسبب ما هي عليه."

باختصار، الحلم الصهيوني ناجح وقائم، ولكن الواقع الصهيوني ليس كذلك بالتأكيد. لذا، ماذا يمكن أن نفعل؟

يقول بلوتزكر "لقد حان الوقت لترسيم الحدود. لقد حان الوقت للتوفيق بين أنفسنا وحدود إمكاناتنا. لقد حان الوقت لنصر بأن تدار الحياة ضمن الأنظمة القانونية والأخلاقية والعقلانية. لقد حان الوقت لنا لأن نصبح مجتمعاً مدنياً. لقد حان الوقت لوضع حد لنزاعنا مع جيراننا. حان الوقت لاجتثاث الفقر والبطالة والنواقص في نظامنا التربوي، لأن نصبح دولة طبيعية."

من الصعب الجدال في أي من هذه الأمور رغم أن معظم هذه الأهداف تبقى دون تحقيق في أي دولة كانت.

النقطتان على قائمة بلوتزكر واللتان تحسنان وضع إسرائيل بصورة أفضل هما الأسهل تحقيقا. "لقد حان الوقت" يقول بلوتزكر "لترسيم الحدود. لقد حان الوقت لوضع حد للنزاع مع جيراننا."

اقتراح رئيس الوزراء شارون بالانسحاب من غزة هو خطوة جيدة في هذا الاتجاه. ولكن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال مفاوضات ناجحة مع الفلسطينيين حول الضفة الغربية. وهذا سوف يؤدي إلى تغيير جذري في شعور الإسرائيليين نحو دولتهم.

الواقع أنه ليس من الضروري إتمام المفاوضات ليتحسن شعور الإسرائيليين نحو دولتهم. خلال عملية أوسلو كان الإسرائيليون أكثر تفاؤلا من أي وقت مضى حول مستقبلهم الوطني. وكانت أواخر التسعينات فترة شعر الإسرائيليون فيها ليس فقط بالسعادة في حياتهم الشخصية وإنما فيما يتعلق بدولتهم أيضاً. كانت تلك فترة لم يملك الإسرائيليون فيها الكثير من النقود في جيوبهم فحسب وإنما شعروا بالأمان لكي يذهبوا وصرفوها في المجمعات التجارية.

وليس من قبيل المصادفة أن الاستطلاعات التي أجريت على الفلسطينيين خلال تلك الفترة أظهرت أن الفلسطينيين أيضا شعروا بالمزيد من الأمل في المستقبل، مثلهم مثل الإسرائيليين.

واليوم يستمر السقوط في الهاوية لكلا الشعبين. هناك سبيل واحد للخروج من ذلك يعرفه الشعبان. لقد عرفوه طوال سبعة وثلاثين عاماً. ليس من المهم أن يكون اسمه قرارات الأمم المتحدة 242 و 338 أو كامب ديفيد أو خطة ريغان أو أوسلو أو خريطة الطريق أو رؤية بوش. المحصلة النهائية هي نفسها دائما.

كان الإسرائيليون والفلسطينيون يتقدمون نحو تلك النتيجة في السنوات الثلاث الأخيرة من التسعينات – السنوات التي تمكن التعاون الإسرائيلي الفلسطيني فيها على ما يبدو من اجتثاث الإرهاب، والتي ازدهر فيها الاقتصاد الإسرائيلي واتجه الفلسطينيون نحو تقرير المصير.

اسأل أي إسرائيلي عن سنة 1999 أو سنة 2000. اسأل أي فلسطيني.

كان هناك أمل. أمل ظهر في كل استطلاع للرأي العام، في يوم عيد الاستقلال وفي كل يوم. أما اليوم فهو عكس ذلك.

لقد حان الوقت للعودة إلى المستقبل.

- النص الأصلي باللغة الإنجليزية وقد قامت خدمة Common Ground الإخبارية بترجمته إلى العربية.


المقال الثاني:
السلام الحقيقي يحتاج إلى قواعد ثابتة

بقلم: رون بونداك

مصدر النشر: الديلي ستار، الاثنين 17 أيار(/مايو) 2004


يعتمد السلام المستدام في الشرق الأوسط على أكثر من اتفاقيات يتم التفاوض عليها سياسياً. فنجاح السلام أو فشله يأتي نتيجة لعمق العلاقات الإنسانية عبر الحدود ودفئها. الجهود الدبلوماسية ضرورية، وهي التي توفر الشرعية الدولية والقاعدة القانونية التي تبنى عليها العلاقات المستقبلية. كذلك يتوجب النظر بجدية إلى قضية الأمن. فالأوضاع المستقبلية يجب أن تتوفر فيها الحرية والاستقرار للفرد من التهديد اليومي للإرهاب، وللمجموعة من خطر الحرب وتهديده.

إلا أن الطريق إلى السلام يجب أن يتبع توجهاً متعدد الأبعاد بصورة أكبر، يأخذ بالاعتبار الاتفاقيات السياسية والقضايا الأمنية إضافة إلى المسائل الاقتصادية والتجارية والعلاقات بين العرب الإسرائيليين. يجب التوجه إلى السلام من القاعدة الشعبية للطرفين المعنيين، بالإضافة إلى القيادة السياسية. ولن يمكن تحقيق السلام إلا إذا التقى هذان القطاعان، الجماهيري والسياسي، في العقيدة والممارسة.

ومن خلال كونه منظمة غير حكومية تحافظ على علاقات وطيدة مع المنظمات العربية والإسرائيلية غير الحكومية، يشكل مركز بيريز للسلام مثالا حيا لمنظمة تشجع مشاريع المجتمع المدني. ففي هذه الأثناء، يقوم عشرون صحفياً فلسطينياً وعربياً بالمشاركة في ورشة عمل في ألمانيا، ويعمل ثلاثون طبيبا فلسطينياً وإسرائيلياً على تنظيم ورشة عمل في إيطاليا، ويمارس أطفال فلسطينيون وإسرائيليون الألعاب الرياضية في فرق مختلطة، ويعمل مزارعون فلسطينيون وأردنيون معا لتعزيز إنتاج محصولهم الزراعي باستخدام معرفة زراعية إسرائيلية.

يمكن لتعاون المجتمع المدني أن يعمل كرديف للحكومات، محققاً احتياجات عملية بناء السلام، ومتعاوناً بأساليب قد تكون غير مجدية في أوساط الإجراءات الحكومية البطيئة. وحتى يتسنى تحقيق التعاون عبر الحدود، يجب أولا تحديد المصالح العربية الإسرائيلية المشتركة وتطوير المشاريع التي تعمل على تحقيق هذه المصالح.

المرونة حيوية عند تصميم مجال عمل هذه النشاطات وتطبيقها. يجب التأكيد على التعامل مع القضايا ذات الأهمية الحيوية والآنية، إضافة إلى تلك التي لها تأثير محتمل على مجموعات واسعة من سكان المنطقة. كما يجب إثارة المشاريع ضمن فهم معمق لعدم التناسق السائد في المنطقة. على كل طرف أن يبحث عما يمكن أن يساهم به نحو الآخر، ولمصلحة كافة الأطراف.

ومن الأمثلة على هذه النشاطات تحسين الخدمات الطبية الفلسطينية من خلال مساهمة الخبرة الإسرائيلية في هذا المجال. وهذا الأمر يضم اليوم برامج الرعاية الصحية التي توفر المستلزمات الطبية للمستشفيات الفلسطينية، وتدريب الأطباء الفلسطينيين على أحدث المرافق والمعدات والاستثمار في البنية الهيكلية للرعاية الصحية الفلسطينية. كما يجب التعامل مع الحاجات الغذائية الفلسطينية من خلال مبادرات زراعية مشتركة، بما في ذلك مشاريع تركز على المياه وتصدير المحصول ومقاومة الحشرات الزراعية ولا يمكن تنفيذ مشاريع كهذه بنجاح إلا من خلال تعاون فاعل عبر الحدود، مما يوفر أقصى فائدة ممكنة لكافة الأطراف.

كما أن للمشاركين الصناعيين والتجاريين الكبار دور يلعبونه في السعي وراء التعاون من خلال المجتمع المدني. يجب تشجيع القطاع الخاص لمباشرة مشاريع اقتصادية مفيدة للطرفين تضم أفضل ما يستطيع كل مجتمع أن يقدمه لصالح الجميع. ومما يثير الدهشة أن مشاريع كهذه قائمة فعلا رغم الظروف الحالية الصعبة والجو السائد، حيث يشترك رجال الأعمال الفلسطينيين والإسرائيليين في نشاطات وحوار مستمرين.

ويولد تشجيع التعاون المتبادل عبر الحدود بين الطلبة والأكاديميين شعوراً بالمصير المشترك وتفاهماً بأن تبادل المعرفة والخبرة لا يمكن أن يؤدي إلا إلى نتائج محسنة لجميع المشاركين. وتوفر اللقاءات الناجحة الحالية بين الطلبة الفلسطينيين والإسرائيليين وسطاً ممتازاً يمكن من خلاله تشجيع هذا القطاع من المجتمع المدني على المشاركة. وتعتبر عملية إنشاء علاقات بين الطلبة قبل أن يصبحوا اقتصاديين وعلماء وسياسيين وصحفيين وعاملين في مجال توفير الرعاية الصحية، حاسمة وحيوية.

كما أن تبني قيم السلام أمر ضروري يسبق إعادة إنشاء علاقات وثيقة ذات معنى بين العرب والإسرائيليين. يجب أن يبدأ التثقيف السلمي الناجح مع الشباب على جانبي الحدود، تعززه استراتيجية بعيدة الأمد لتحقيقه. فالأطر التعليمية الرسمية لا تشكل دائماً الوسيلة المناسبة الوحيدة لثقافة السلام. لذا تجري دراسة إمكانية استخدام أساليب أخرى مثل النشاطات المكرسة لثقافة السلام من خلال الرياضة والمسرح والسينما والفنون الخلاقة. ويمكن للأطر التعليمية هذه، التي تقرب بين الطرفين فعلياً وعاطفياً، أن تؤثر على حياة صغار السن بأسلوب لا يستطيع التعليم الرسمي أن يفعله. وهي آليات مثالية لاستكشاف قيم السلام والتسامح.

إضافة إلى ذلك، يجب التوجه إلى الرأي العام العربي والإسرائيلي فيما يتعلق بعملية السلام الرسمية وإيجاد حل للنزاع. وحتى يتسنى التعامل مع أمر كهذا بشكل مؤثر تقوم المنظمات غير الحكومية الفلسطينية والإسرائيلية بعقد حلقات دراسية دورية يشارك فيها أعضاء بارزين من المجتمعين كالصحفيين والأطباء من الذين يمكنهم العمل كوسطاء للتغيير.

تقع المسؤولية على عاتق كل من لديه اهتمام في تشجيع السلام للمشاركة في هذا التعاون عبر الحدود للمجتمع المدني، الذي يمكنه أن يساهم بشكل إيجابي نحو هدف العيش بسلام وتناغم جنباً إلى جنب.

- رون بونداك هو المدير العام لمركز بيريز للسلام وأحد مهندسي اتفاقيات أوسلو. هذا التعليق مأخوذ من نشرة Bitterlemons-International الإلكترونية التي تنشر وجهات نظر عربية وإسرائيلية.

- النص الأصلي باللغة الإنجليزية وقد قامت خدمة Common Ground الإخبارية بترجمته إلى العربية.


المقال الثالث:
دولة صغيرة للفلسطينيين، خطوة كبيرة لشرق أوسط كبير

جيدي غرينستين

صحيفة الحياة وخدمة Common Ground الإخبارية، 23 أيار (مايو) 2004þ


هناك حكمة شائعة مفادها أن من يمسك بمطرقة يظهر كل شيء أمامه على شكل مسمار بحاجة لطرق. وعندما يكون ذلك الشخص هو القوة العظمى الوحيدة في العالم، والتي اجتاحت مؤخراً دولتين شرق أوسطيتين، فهناك أكثر من سبب وجيه يستدعي قلق الذين يتواجدون على طرف المسمار من المعادلة.

من الواضح أن الشرق الأوسط يعاني من أزمة. ومبادرة الشرق الأوسط الكبير حددت بدقة القضايا الضرورية للتقدم والازدهار طويلي الأمد، وهي التعليم والسياسة وحقوق المرأة والاقتصاد. إضافة إلى ذلك، رسمت المبادرة الخطوط العريضة لاستراتيجيات التدخل المناسبة. إذاً، ما الذي يجعل الكثيرين منزعجين إلى هذه الدرجة من مبادرة الشرق الأوسط الكبير؟ وليس مستغرباً أن يشعر المحافظون بالقلق، ولكن لماذا يشاركهم هذا القلق الكثير من المعتدلين؟

قد يكمن السبب في المخاطر الشديدة التي تنطوي عليها المبادرة بالنسبة للمعتدلين من جميع أنحاء المنطقة. فقد تؤدي مقاربة الانقضاض السريع (وام – بام) الأمريكية، التي تعتمد على التفوق الاقتصادي والعسكري، إلى ردود فعل مناوئة شديدة. وقد تلتقي القوى المحافظة مع الجماعات القومية على مستوى الدول كما على مستوى المنطقة لإنشاء تحالف مضاد-لأمريكا، مما سيشكل نكسة شديدة لجوهر الأفكار التي تسعى المبادرة لتعزيزها.

حتى يتسنى للمبادرة أن تحقق أهدافها، فإنها تحتاج إلى مبضع جراح سياسي وليس لفأس. فكل دولة من دول الشرق الأوسط تمثل حالة مختلفة، ولكل مجتمع قصة مختلفة. لذا، يجب أن تصمم المبادرة بحيث تراعي التفرد والمحلية وتكون مفصلة على أساس البيئة الخاصة لكل دولة. وهذا التحدي يتصف بدقة حساسيته وبصلته الوثيقة بالموضوع.

بعض الذين ينتقدون المبادرة يجادلون بأن النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني هو السبب الجذري لأزمة الشرق الأوسط. لذلك، فإن تجاهل مبادرة الشرق الأوسط الكبير لهذا النزاع، كما يفترض أنها فعلت، يعني بأن المقاربة في مجملها خاطئة.

أما الواقع فهو يناقض ذلك تماماً. فإدارة بوش اقترحت استراتيجيات، هي الأوفر حظاً في البقاء، لتحقيق تقدم يؤدي في آخر المطاف إلى حل متفاوض عليه للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. وقد لا تكون هذه السياسات جزءاً من وثيقة مبادرة الشرق الأوسط الكبير ولكنها بالتأكيد متممة لها.

بالنسبة لكثير من الإسرائيليين، فإن السبب الجذري لاستمرار النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني هو مزيج من ظاهرتين تحدثان على الجانب الفلسطيني: أولهما، يثق عدد لا بأس به من الفلسطينيين بأن الوقت يعمل لصالحهم. ويجادل أصحاب هذا الرأي، معززين بوثيقة جنيف، بأن الفلسطينيين يحققون باطراد اتفاقيات أفضل. إضافة إلى ذلك، يرى بعض الفلسطينيين بأن المصالح الفلسطينية يمكن تحقيقها بشكل أفضل بتحويل مسار النضال من دولة مستقلة قابلة للحياة إلى حقوق سياسية متساوية في إطار كيان سياسي واحد، مما سيؤدي إلى نهاية إسرائيل كدولة يهودية. وكلا وجهتي النظر تخلقان معارضة داخلية للتوصل إلى اتفاقية سلام شامل مع إسرائيل.

الظاهرة الثانية تتمثل في آلية صنع القرار الفلسطينية. فيبدو أن النظام السياسي الفلسطيني، الذي تتطبع بسنوات تجربة الكفاح المسلح في المنفى، يتطلب تأييد واسع لتمرير أي قرار كبير، متبنياً الغموض بينما يسمح للفصائل المتطرفة بحرية الاستمرار في ممارسة نماذجها للكفاح المسلح. من ثم، فإن هذا النظام يتنازل عن سلطته بشكل غير مناسب لصالح المتطرفين. هذا بالإضافة إلى قيادة عرفات التي رفضت بإصرار أنفاذ سيادة القانون ووحدانية القيادة بما يتجاوز المجموعات المسلحة. فهذه الأنماط تقّوض احتمالات أي تقدم في الوضع.

أضحى واضحاً لإسرائيل باطراد بأن عليها أن تتبنى استراتيجية سياسية - خارج طاولة المفاوضات، ولا تعتمد على المفاوضات المفتوحة، ومن ثم غير مشروطة بالموافقة الفلسطينية – تتمتع بالمصداقية لإنهاء السيطرة على الفلسطينيين. وعلى الولايات المتحدة بدورها أن لا تجعل من هذه الموافقة شرطاً مسبقاً لسياساتها.

ففك الارتباط بغزة والضفة الغربية وقيام دولة فلسطينية يشكلان عناصر هكذا خيار أحادي الجانب ذي مصداقية. وستأمن هكذا استراتيجية إسرائيلية مصالح إسرائيل الحيوية، وستزيل الوهم الفلسطيني في دولة ثنائية القومية، وستخلق حيزاً لنشؤ قيادة فلسطينية أكثر مصداقية يمكن محاسبتها. بالإضافة إلى ذلك، فإنها قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير وجهة النظر الفلسطينية بأن الوقت يعمل لصالح الفلسطينيين، مما يؤدي إلى تقوية الفلسطينيين المعتدلين وتحسين احتمالات التوصل إلى اتفاقية شاملة. فالخيار القابل للحياة ذو المصداقية - خارج طاولة المفاوضات – هو الخيار الوحيد الذي يمكن له أن يدفع بالنظام السياسي الفلسطيني للارتقاء إلى مستوى حدث المفاوضات في المستقبل، بمحاربة الإرهاب وبتوفير الإمكانيات الضرورية لإدارة الدولة.

ولهذا السبب، فإن في خطاب بوش الذي يعتمد حل الدولتين، وخريطة الطريق التي تمهد الطريق لدولة فلسطينية، والخطة الإسرائيلية أحادية الجانب لفك الارتباط، الأعمدة الثلاث لما قد يبدو منهجاً أحادي الجانب، إلا أنه في الواقع قد يسير بالمنطقة نحو تسوية شاملة.

ورغم نتيجة استفتاء حزب الليكود على خطة فك الارتباط، فإن الحركة الصهيونية بصدد قلب صفحة، وسوف ينتهي قريباً احتلال الفلسطينيين. وسيتم تحقيق حقهم في تقرير المصير في دولة فلسطينية مستقلة، وقابلة للحياة، ومتصلة (غير مجزأة)، وتحكم الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة. بالرغم من المخاطر والنكسات الأخيرة، فإن التغيرات الحادثة داخل إسرائيل والسياسة الأميركية تخلقان، معاً، حيزاً جديداً للتقدم نحو الاستقرار والتعايش.

- مؤسس ورئيس معهد ريؤت، وشغل منصب سكرتير الوفد الإسرائيلي لمفاوضات الوضع النهائي في الفترة من 1999 إلى 2001، أثناء حكم رئيس الوزراء باراك. والمقال جزء من سلسلة مقالات عن المبادرة الأميركية للإصلاح، "الشرق الأوسط الكــبير"، يُنـــشر بالتعاون مع خدمة Common Ground الإخبارية.

- النص الأصلي باللغة الإنجليزية وقد قامت خدمة Common Ground الإخبارية بترجمته إلى العربية.

hagalil.com 23-02-2004

Peace is possible - www.geneva-initiative.net


DE-Titel
US-Titel
Books




 














Copyright: hagalil.com / 1995...

haGalil onLine